خطبة الجمعة : الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 26 مارس 2021م : الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 13 شعبان 1442هـ – الموافق 26 مارس 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مارس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مارس ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مارس ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ: كما يلي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا عباد الله حديثنا إليكم اليوم عن الحلال والحرام وعلاقتهما بالقلب وسلامته من الأحقاد ونحن في ذكري تحويل القبلة وليلة النصف من شعبان..
والسؤال هل هناك علاقة بين حديث الحلال بين والحرام بين وبين تحويل القبلة وليلة النصف من شعبان ؟ وبادئ ذي بدء أن هذا يوافق الكلام فتحويل القبلة من بيت المقدس بفلسطين إلي مكة المكرمة كان بمثابة تحويل في كل شيء حتي تحويل القلوب ناحية الرضي وأولهم قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم دون أن يطلب ذلك صراحة من الله حتي نزل قوله تعالي :” قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ..(البقرة/144).
وما يخص هذا الأمر سوف نرجئه بعد عرض الحديث والتعريج علي مفرداته وما يؤخذ منه .
فعن النعمان بن بشير قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”(متفق عليه).
عباد الله :”هذا الحديث اعتبره العلماء يمثل ثلث الدين، وهو كذلك، يقول الإمام أحمد: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث: “إنما الأعمال بالنيات”، وحديث: “من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد”، وحديث: “الحلال بيّن”؛ فهذا الحديث في السنة كسورة الإخلاص في القرآن.
عباد الله:” الحلال بيّن: بدأ به لأنه الأصل؛ فالأصل في كل شيء الحل حتى تثبت حرمته. ولو تأملت في النعم لوجدتها حلالاً إلا ما ندر، وهو بَيِّنٌ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيَّنَهُ للناس بأمر من الله “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”(النحل:44).،ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: “تركتُكُم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك”(ابن ماجة).
ثم إن كل ما أحله الله -عز وجل- للناس تجده قريباً من النفوس السوية، والفِطَر السليمة، بخلاف الإثم والحرام؛ فإنه يتردد في الصدر، ويتلجلج في الفؤاد، ويكره المرء أن يطلع عليه الناس.
والحرام بيِّن: الحرام هو الممنوع، وهو كل ما نهى الله تعالى عنه في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: “وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ” [الأنعام:119].
وبينهما أمور مشتبهات: أمور تجمع كل شيء من قول أو فعل، أو أكل أو شرب، أو بيع أو شراء، أو ما عدا ذلك.
مشتبهات: المشتبه هو الأمر الذي لم يظهر للإنسان على حقيقته، ولم يتبين له فيه الصوابُ أو الحِلُّ والحرمة.
لا يعلمهن كثير من الناس: ولكن هنالك من يعلمها، فإن من توفيق الله تعالى وفضله على هذه الأمة أنه لا يزال فيها من العلماء الربانيين من يعلمون مراد الله، ويبصرون عباد الله بما وهبهم الله من علم، وآتاهم من حكمة.
فمن اتقى الشبهات: اتقى؛ والتقوى تذكر في القرآن في أكثر من مائتين وستين موضعاً؛ والجنان أعدت للمتقين, قال تعالى: “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ”(القمر/54-55).
وعمر رضي الله عنه- حينما سأل أُبيّ بن كعب عن التقوى، قال له: هل سرت في طريق ذي شوك؟ قال عمر: نعم. قال: فماذا فعلت؟ قال: شمَّرتُ واجتهدت. قال أُبَيّ: فتلك هي التقوى. إذاً فاتقاء الشبهات يحتاج إلى صبر ومعاناة ورَوِيَّة، وتحسَّب لكل خطوة أو قول أو فعل.
عباد الله :” فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه: طلب البراءة والنزاهة لدينه، وهو الأساس والأهم، ولعرضه: وهو في المرتبة الثانية، فإن المؤمن لا يجوز له أن يعرض عرضه لحديث الناس بما يثيره من الشكوك حوله.
قد يستبرئ الإنسان للدين، ولكنه لا يهتم للعرض، وهذا خطأ! فقد يقول في نفسه: طالما أنني أعرف نفسي، وأنني لم أرتكب المحرم، فلا عليَّ من كلام الناس، فيجلس في أماكن مشبوهة، أو يخالط أناساً مشبوهين، أو يأتي بتصرفات مشبوهة دون اهتمام لكلام الناس، وهذا منهج خاطئ. إن المسلم إذا ظل طيب السيرة، حسن السمعة، جميل الذكر، فذلك أقوى لوجوده، وأجمل لمنهاجه، وأسرع لقبول دعوته في الناس، فمن ارتكب الشبهات فقد عرض نفسه للتهم والقدح والطعن، يقول بعض السلف: من عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن.
ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام: الوقوع في الشبهات تيسير وتسهيل للوقوع في الحرام، فكل من وقع في الشبهات سيقع في الحرام لا محالة..
لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام على غاية الحذر والمراقبة والورع، يقول -صلى الله عليه وسلم-: “إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها” (متفق عليه). وقال أبو بكر الصديق : “كنا ندع سبعين بابا من الحلال، مخافة أن نقع في باب الحرام”(القشيري).وقال عمر: “كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام”( الإحياء للغزالي).
انظر إلى هذه المراقبة الحقة، والورع الصادق، ثم انظر إلى حال كثير من الناس اليوم وانهماكهم في الشبهات دون تهَيُّبٍ أو تخوُّف، يترك -صلى الله عليه وسلم- التمرة مع أنه قد يكون بأمس الحاجة إليها من شدة الجوع ولوعته، فقد كان يمر الشهر والشهران ولا يوقد في بيته النار، وهنالك أناس أُتخمت بطونهم، وتضخمت أرصدتهم، وهم مع ذلك لا يترددون في التهام ما يبدو أمامهم دون تبصُّرٍ لأمرِ حِلِّه وحرمتِه؛ سئل الإمام أحمد عن الثمرة يلقيها الطير، فقال: “لا يأكلها، ولا يأخذها ولا يتعرض لها”.
وبعد بيان هذا المعنى العظيم، يقف صلى الله عليه وسلم ليعطي صورة جميلة، قبل نهاية الحديث “كالراعي يرعى حول الحِمى يوشك أن يقع فيه” وهكذا النفس إذا اقتربت من مواطن الشهوات ومراتع المغريات فإنه يستهويها البريق، والأَولى أن يبتعد بها عن مواطن الخلل وأماكن الزلل..
ألا وإن لكل ملك حمى: ماذا تفيد هذه العبارة، وما هو القصد منها؟ كما أنه لكل ملك من ملوك الدنيا حِمى لا يجرؤ أحد على القرب منه فضلاً عن انتهاكه أو الوقوع فيه، فإن أجَلَّ مَن يجب أن يخاف منه، وأعظم من يجب احترام محارمه، هو ملك الملوك جل وعلا فإن له حِمى ممنوعاً محظوراً، وهو محارمه.
وقد حذر سبحانه في كتابه الكريم من الاقتراب من محارمه، أو انتهاك حدوده، فقال تعالى: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا”(البقرة/187). وقال تعالى: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا “(البقرة/229).ويقول -صلى الله عليه وسلم: “إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه”(متفق عليه).عباد الله أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم أو كما قال..
الخطبة الثانية :”
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا عباد الله.. لا زلنا نواصل الحديث حول الحلال بين والحرام بين وعلاقة ذلك بليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة.. فتحويل القبلة تحويل للقلوب ناحية الصواب وفي هذه الليلة لا يغفر الله إلا لمن طهر قلبه ونقاه وغسله من الذنوب والدنائس..
عباد الله: “قد ختم الرسول هذا الحديث الذي هو بمثابة ثلث الدين: “ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله” وإذا صلح صلح كل شيء، وإذا فسد فسد كل شيء، فلا تنفع موعظة، ولا تجدي نصيحة، ولا تؤثر خطبة إذا لم يكن صالحاً، ولربه خاشعا، وهو القلب، فإذا صلح فهو الآمر والناهي، والرادع عن كل خلل، والمانع من كل زلل.
لذلك هناك علاقة وطيدة بين صلاح القلب في كل وقت وليلة النصف من شعبان التي ترفع فيها الأعمال إلي الله ولا يقبل فيها إلا سليم الصدرِ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه”(الطبراني، وحسنه الألباني).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن” (ابن ماجه، وابن حبان).
إن من فضائلِ سلامة الصدرِ جمعيةَ القلبِ على الخيرِ والبرِّ والطاعةِ والصلاحِ، فليس أروحَ للمرءِ ولا أطردَ للهمِّ ولا أقرَّ للعينِ من سلامةِ الصدرِ على عبادِ اللهِ المسلمين. ومن فضائلِ سلامةِ الصدرِ أنها تقطعُ سلاسلَ العيوبِ وأسبابَ الذنوبِ، فإن من سلِمَ صدرُه وطَهُرَ قلبُه عن الإراداتِ الفاسدةِ والظنونِ السيئةِ عفَّ لسانُه عن الغِيبةِ والنميمةِ وتحري الحلال وابتعد عن الحرام..
عباد الله: “ينبغي على العبد أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي تحجبه عن هذه المغفرة. فالحلال بين والحرام بين.. وصاحب القلب السليم ينجو ولن ينفعه غير ذلك : “يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” اللهم اصلح فساد قلوبنا وانزع الغل والحسد من صدورنا واصلح ذات بيننا يا رب العالمين ..وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف